تخيل معي زميل في عمل يتمتع بشخصية مميزة حيث إنه موظف مجتهد وملتزم بعمله ودائمًا ما يُحقق أعلى من المطلوب، بإلإضافة إلى ذلك كله يمتلك مهارات تواصل قوية مع الآخرين مما يساعده على إقامة علاقات جيدة مع مديريه وزملائه والمراجعين أو العملاء. علمت أن هذا الزميل حصل على ترقية وظيفية جيدة، فماذا تتوقع أن يقول عنه زملاؤه في العمل؟
هذا السؤال ليس ذا أولوية في الطرح أو الإجابة، ودعونا نطرح السؤال الجوهري العملي والمؤثر وهو: لماذا حصل هذا الموظف على ترقية وظيفية جيدة؟ وذلك بغرض معرفة ما قام به ومحاكاته. ربما يتبادر إلى أذهان البعض منا الإجابة السريعة التالية: لأنه موظف مُجتهد ومُلتزم ومُنجز ويمتلك مهارات تواصل جيدة. هذه الإجابة صحيحة وواقعية وفي نفس الوقت سطحية. أما الإجابة التي يقدمها علماء الإدارة ومتخصصو السلوك التنظيمي تكون أكثر عمقًا وأشد تعقيدًا، وهي معرفة الأسباب الكامنة وراء اجتهاده والتزامه وإنجازه ومهارة تواصله. وهذا ما يسميه المتخصصون بمفهوم التسبيب أو نظرية العزو. وهو المطلوب معرفته والعمل عليه حتى يكون لدينا الكثير من الموظفين مميزون في منظماتنا.
دعونا نعود لنجيب على السؤال العميق، إن الأسباب الحقيقية والعميقة لحصول ذلك الموظف على ترقية وظيفية يعود إلى عوامل داخلية وقوى خارجية. فالعوامل الداخلية عديدة منها: 1. السمات الشخصية كالاجتهاد والمسؤولية والثقة بالنفس. 2. الدوافع كالرغبات والطموحات الشخصية التي تحفّز الفرد لتحقيق أهداف معينة. 3. الكفاءات والمهارات كالمستوى العلمي والمعرفي والمهاراتي مثل حل المشكلات، والتفكير النقدي، والتواصل الفعّال. 4. المعتقدات والقيم كالمعايير الأخلاقية. أما القوى الخارجية فهي عديدة، منها: 1. البيئة التنظيمية كخصائص المنظمة مثل ثقافتها، وسياستها، وهيكلها التنظيمي. 2. الدعم الاجتماعي كدعم من المديرين وتشجيع من الزملاء. 3. الثقافة الاجتماعية كالمعتقدات التي تسود في المجتمع والتي منها إدراك المجتمع لمسؤولياتهم. 4. الشروط القانونية كالقوانين واللوائح التي تُنظم العمل وتؤثر على كيفية أداء المهام.
فلو تعمقنا في التفكير وتمعنا في التحليل قليلًا في كل سمة من السمات التي ذكرناها في مثال زميل العمل وحللنا اجتهاده مثلًا، لوجدنا أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو ما لديه من سمات شخصية مثل المسؤولية والثقة بالنفس وما يمتلكه من قيم شخصية مثل النزاهة والتفاني مما يحفزه للعمل بجدية واجتهاد والسعي لتقديم الأفضل، وتُسمى هذه العناصر بالعوامل الداخلية. أما القوى الخارجية فهي أنه يعمل في ثقافة منظمة تُشجع على الاجتهاد في العمل، وأنه يلقى تقديرًا من مديره واعجابًا من زملائه. وهنا تعرفنا على الأسباب الحقيقية والخفية التي جعلت هذا الموظف مجتهدًا وملتزمًا ومنجزًا ويمتلك مهارات تواصل جيدة. والآن دعونا نجيب على السؤال الأول الذي طرحناه في بداية هذا المقال، وهو ماذا تتوقع أن يقول عنه زملاؤه في العمل بعد حصوله على الترقية؟ أتوقع أن بعض الموظفين قد يفترض أنه حصل على ترقية وظيفية، بسبب علاقته الجيدة بمديريه والآخرين.
إيجازًا لما سبق، يتناول هذا المقال ضرورة فهم الأسباب الحقيقية والخفية وراء نجاح الموظفين وتميزهم في بيئة العمل، بدلاً من الاستنتاج الظاهري للمواقف والتفسير السطحي للسلوك، مثل اجتهاده والتزامه وإنجازه ومهارة تواصله مع الآخرين. ويساعد مفهوم التسبيب في فهم الأسباب الحقيقية للسلوك من خلال تحليل العوامل الداخلية لكل سلوك مثل السمات الشخصية والقيم والكفاءات، والقوى الخارجية مثل ثقافة المنظمة وتحفيز الإدارة وقوانين العمل. أخيرًا، إن فهم العوامل والقوى الحقيقية وراء تميز الموظفين هو بداية جيدة لبناء كفاءات وطنية قادرة على تحقيق رؤية المملكة 2030. فلنعمل معًا على تهيئة مناخ وظيفي تجعل الموظف يقدم أفضل ما لديه، وبذلك نبني جيشًا من الموظفين المتميزين يصنعون مستقبلًا مشرقًا لوطننا الغالي لنكون في طليعة الأمم المتقدمة.
هذا السؤال ليس ذا أولوية في الطرح أو الإجابة، ودعونا نطرح السؤال الجوهري العملي والمؤثر وهو: لماذا حصل هذا الموظف على ترقية وظيفية جيدة؟ وذلك بغرض معرفة ما قام به ومحاكاته. ربما يتبادر إلى أذهان البعض منا الإجابة السريعة التالية: لأنه موظف مُجتهد ومُلتزم ومُنجز ويمتلك مهارات تواصل جيدة. هذه الإجابة صحيحة وواقعية وفي نفس الوقت سطحية. أما الإجابة التي يقدمها علماء الإدارة ومتخصصو السلوك التنظيمي تكون أكثر عمقًا وأشد تعقيدًا، وهي معرفة الأسباب الكامنة وراء اجتهاده والتزامه وإنجازه ومهارة تواصله. وهذا ما يسميه المتخصصون بمفهوم التسبيب أو نظرية العزو. وهو المطلوب معرفته والعمل عليه حتى يكون لدينا الكثير من الموظفين مميزون في منظماتنا.
دعونا نعود لنجيب على السؤال العميق، إن الأسباب الحقيقية والعميقة لحصول ذلك الموظف على ترقية وظيفية يعود إلى عوامل داخلية وقوى خارجية. فالعوامل الداخلية عديدة منها: 1. السمات الشخصية كالاجتهاد والمسؤولية والثقة بالنفس. 2. الدوافع كالرغبات والطموحات الشخصية التي تحفّز الفرد لتحقيق أهداف معينة. 3. الكفاءات والمهارات كالمستوى العلمي والمعرفي والمهاراتي مثل حل المشكلات، والتفكير النقدي، والتواصل الفعّال. 4. المعتقدات والقيم كالمعايير الأخلاقية. أما القوى الخارجية فهي عديدة، منها: 1. البيئة التنظيمية كخصائص المنظمة مثل ثقافتها، وسياستها، وهيكلها التنظيمي. 2. الدعم الاجتماعي كدعم من المديرين وتشجيع من الزملاء. 3. الثقافة الاجتماعية كالمعتقدات التي تسود في المجتمع والتي منها إدراك المجتمع لمسؤولياتهم. 4. الشروط القانونية كالقوانين واللوائح التي تُنظم العمل وتؤثر على كيفية أداء المهام.
فلو تعمقنا في التفكير وتمعنا في التحليل قليلًا في كل سمة من السمات التي ذكرناها في مثال زميل العمل وحللنا اجتهاده مثلًا، لوجدنا أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو ما لديه من سمات شخصية مثل المسؤولية والثقة بالنفس وما يمتلكه من قيم شخصية مثل النزاهة والتفاني مما يحفزه للعمل بجدية واجتهاد والسعي لتقديم الأفضل، وتُسمى هذه العناصر بالعوامل الداخلية. أما القوى الخارجية فهي أنه يعمل في ثقافة منظمة تُشجع على الاجتهاد في العمل، وأنه يلقى تقديرًا من مديره واعجابًا من زملائه. وهنا تعرفنا على الأسباب الحقيقية والخفية التي جعلت هذا الموظف مجتهدًا وملتزمًا ومنجزًا ويمتلك مهارات تواصل جيدة. والآن دعونا نجيب على السؤال الأول الذي طرحناه في بداية هذا المقال، وهو ماذا تتوقع أن يقول عنه زملاؤه في العمل بعد حصوله على الترقية؟ أتوقع أن بعض الموظفين قد يفترض أنه حصل على ترقية وظيفية، بسبب علاقته الجيدة بمديريه والآخرين.
إيجازًا لما سبق، يتناول هذا المقال ضرورة فهم الأسباب الحقيقية والخفية وراء نجاح الموظفين وتميزهم في بيئة العمل، بدلاً من الاستنتاج الظاهري للمواقف والتفسير السطحي للسلوك، مثل اجتهاده والتزامه وإنجازه ومهارة تواصله مع الآخرين. ويساعد مفهوم التسبيب في فهم الأسباب الحقيقية للسلوك من خلال تحليل العوامل الداخلية لكل سلوك مثل السمات الشخصية والقيم والكفاءات، والقوى الخارجية مثل ثقافة المنظمة وتحفيز الإدارة وقوانين العمل. أخيرًا، إن فهم العوامل والقوى الحقيقية وراء تميز الموظفين هو بداية جيدة لبناء كفاءات وطنية قادرة على تحقيق رؤية المملكة 2030. فلنعمل معًا على تهيئة مناخ وظيفي تجعل الموظف يقدم أفضل ما لديه، وبذلك نبني جيشًا من الموظفين المتميزين يصنعون مستقبلًا مشرقًا لوطننا الغالي لنكون في طليعة الأمم المتقدمة.